Mar 19, 2025
ضمن مبادرتها السنوية لجمع المبادرين وأصحاب الشركات الناشئة ومستثمري رأس المال الجريء، نظّمت شركة رساميل للاستثمار غبقتها السنوية تحت شعار “قيادة التغيير والتحول الرقمي”، مجموعة من فريق رساميل ونخبة من مسؤولي الشركات الناشئة والمستثمرين.
في غبقة العام الماضي، كان السؤال الرئيسي في النقاش هو: هل الذكاء الاصطناعي حقيقة أم مجرد فقاعة من وحي الخيال؟ أما هذا العام، فالسؤال المطروح تغير تماما وذلك بعد التطورات الهائلة التي شهدها المجال خلال عام 2024 وبداية 2025 مدفوعا بالصرف الهائل على هذا المجال وقفزات التطور في الحوسبة الكمية والمافسة الشرسة بين الشركات الكبرى في المجال وعلى مستوى الدول. بات من الواضح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد طفرة تقنية، إنما هو موجة عارمة تقود تحول جذري في كينونة طريقة عمل الشركات وسيكون لها التأثير الاجتماعي البالغ ما لم يتم التعامل معه بإمعان وتأني.
من أبرز ما تم طرحه خلال الحلقة النقاشية هو أن الشخص المتمكن من كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم يُصبح بمثابة “إنسان خارق” مقارنةً بمن لا يجيد التعامل معه. فكما أشار محمد جودت في العديد من لقاءاته، الذكاء الاصطناعي سيصبح مثله كمثل الكهرباء—يمكن للجميع الوصول إليه من خلال التواصل معه بطريقة ما كما يتم الوصول الي الكهرباء في أي مكان من خلال فيشة الحائط! ولكن التفوق سيكون لمن يُحسن استخدامه.
اليوم، عندما يحتاج الشخص إلى رفع مستوى ذكائه أو كفاءته، يمكنه ببساطة الاتصال بالذكاء الاصطناعي واستخدامه كامتداد لقدراته الشخصية والمهنية.
ناقش الحضور أيضاً الأثر الاجتماعي للذكاء الاصطناعي، خاصة تأثيره على طرق التربية والتعليم. ففي عالم تتوفر فيه المعلومات فورياً عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، يصبح من الضروري تدريب الأفراد ليس فقط على إيجاد الإجابات، بل أيضاً على تقييم صحتها وتحليلها نقدياً والبحث ما وراء الحقيقة.
السؤال عن الحقيقة لم يعد كما كان في الماضي، فالإنسان اليوم مطالب بفهم كيف تُبنى المعرفة، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على تشكيل الحقائق والمعلومات.
في ظل هذا التطور السريع، طُرح تساؤل هام: هل دول الخليج مستعدة لموجة التحول القادمة؟ أكد الحضور على الحاجة إلى تأسيس فرق بحثية لدراسة الجوانب الأخلاقية والمهنية للذكاء الاصطناعي، مع ضرورة تطوير أطر تنظيمية وتشريعية تواكب هذا التحول وتحد من التحديات المحتملة.
شمل النقاش أيضاً القطاعات التي ستتأثر بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي، حيث تم التركيز على:
القطاع المالي: يشهد الذكاء الاصطناعي تأثيراً ملحوظاً في تحليل البيانات، التنبؤ بالسوق، وتقديم الخدمات المصرفية الذكية.
قطاع التعليم: يساهم الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف أساليب التعلم والتدريب.
تطوير الأعمال: برز نقاش حول ما إذا كان العالم لا يزال بحاجة إلى المطورين التقليديين، خاصة في ظل ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على البرمجة ذاتياً
انقسمت الآراء حول هذه النقطة، حيث يرى البعض أن المطورين سيظلون ضرورة لتوجيه وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، بينما يرى آخرون أن التقنيات الجديدة قد تقلل من الحاجة إلى المبرمجين التقليديين. من الواضح أن هذا النقاش سيظل مفتوحاً في المستقبل القريب.
أكد دخيل الدخيل أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة، بل هو محفز رئيسي لتطوير الأعمال والمجتمعات. وأضاف أن التعاون البشري يظل جوهرياً رغم التطورات التقنية، مشيراً إلى أن رساميل تسعى دائماً إلى دعم الشركات الناشئة في تبني هذه التحولات والاستفادة منها.
كما كشف الدخيل أن رساميل تعمل على تعزيز منصة myRasameel باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم حلول استثمارية رقمية أكثر تطوراً وكفاءة.